الرئيسية / أجوبة هامة / أجوبة هامة كتابي / (الجواب 215) كيف الجمع بين قوله تعالى {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا [فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا] } وبين ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بإقامة الحدةد كالرجم هو لولي الأمر كما ينقل ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل وعلى بن المديني وغيرهم كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة؟

(الجواب 215) كيف الجمع بين قوله تعالى {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا [فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا] } وبين ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بإقامة الحدةد كالرجم هو لولي الأمر كما ينقل ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل وعلى بن المديني وغيرهم كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة؟

السؤال: كيف يمكن الجمع بين قوله تعالى {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا [فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا] } وبين ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بإقامة الحد كالرجم وغيره وأن إقامة الحدود هو لولي الأمر كما ينقل ذلك عن الإمام أحمد بن حنبل وعلى بن المديني وغيرهم كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة؟

الجـــــواب

ليس معنى سلطان الولي أن ولي المقتول له سلطان أن يقيم الحد أو يقتل من تلقاء نفسه أو من غير إذن ولي الأمر أو من ينوب عنه ولكن المقصود من السلطان أن يطلب القصاص أو القتل أو تميكن الولي من القصاص أو الدية وأن شاء عفا عنه.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا [فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا] (9) } [الْإِسْرَاءِ: 33] ثُمَّ هُمْ مُخَيَّرُونَ بَيْنَ أَنْ يَقْتُلُوا، أَوْ يَعْفُوا، أَوْ يَأْخُذُوا دِيَةً مُغَلَّظَةً أَثْلَاثًا: ثَلَاثُونَ حِقَّة، وَثَلَاثُونَ جَذْعَة، وَأَرْبَعُونَ خَلِفَه (10) كَمَا هُوَ مُقَرَّرٌ (11) فِي كُتُبِ الْأَحْكَامِ.أهـ من تفسير ابن كثير (2/381)

وقال أيضا: وَقَوْلُهُ: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا} أَيْ: سُلْطَةً عَلَى الْقَاتِلِ، فَإِنَّهُ بِالْخِيَارِ فِيهِ إِنْ شَاءَ قَتَلَهُ قَودًا، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ عَلَى الدِّيَةِ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ مَجَّانًا، كَمَا ثَبَتَتِ السُّنَّةُ بِذَلِكَ.

وَقَوْلُهُ [تَعَالَى] (10) {فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} قَالُوا: مَعْنَاهُ: فَلَا يُسْرِفِ الْوَلِيُّ فِي قَتْلِ الْقَاتِلِ بِأَنْ يُمَثِّلَ بِهِ أو يقتص من غير القاتل.

وَقَوْلُهُ: {إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} أَيْ أَنَّ الْوَلِيَّ مَنْصُورٌ عَلَى الْقَاتِلِ شَرْعًا، وَغَالِبًا قَدَرًا. أهـ من تفسير ابن كثير (5/ 74)

وقال الشنقيطي في أضواء البيان (3/ 88):وَهَذَا السُّلْطَانُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لِوَلِيِّ الْمَقْتُولِ لَمْ يُبَيِّنْهُ هُنَا بَيَانًا مُفَصَّلًا، وَلَكِنَّهُ أَشَارَ فِي مَوْضِعَيْنِ إِلَى أَنَّ هَذَا السُّلْطَانَ هُوَ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ مِنَ السُّلْطَةِ لِوَلِيِّ الْمَقْتُولِ عَلَى الْقَاتِلِ، مِنْ تَمْكِينِهِ مِنْ قَتْلِهِ إِنْ أَحَبَّ، وَلَا يُنَافِي ذَلِكَ أَنَّهُ إِنْ شَاءَ عَفَا عَلَى الدِّيَةِ أَوْ مَجَّانًا أهـ.

***** ر ****

والله أعلم

عن khithma