الرئيسية / الحديث والمصطلح / أسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث / الجواب رقم (1) عن المقصود بعلم مصطلح الحديث وعن فائدته وأهميته للأمة.

الجواب رقم (1) عن المقصود بعلم مصطلح الحديث وعن فائدته وأهميته للأمة.

 السؤال: ما هو المقصود بمصطلح الحديث أو علم الحديث ؟ وما فائدته وأهميته لأمة محمد صلى الله عليه وسلم؟

الجـــــواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه

اهتم العلماء بهذا العلم وعلوم الحديث ودراسة الأسانيد وغيرها صيانة للشريعة من الدغل والفساد الذي يدخل علي الأحاديث والآثار من الكذابين والوضاعين أو من الرواة الضعفاء أو الذين عندهم أوهام أو أخطاء في رواية الأحاديث وغير ذلك مما هو معلوم وهذا يتطلب ما يسمى بوضع ضوابط قبول الأخبار.

وأعلم أولا أنهم  كانوا بداية الأمر يروون الأحاديث  بلا إشاكل لأنه لم يظهر الكذب أو لم يفشو الكذب حتى وقعت الفتنة وهي والله أعلم فتنة مقتل عثما  وفتنة خروج  الخوارج على علي ومعاوية رضي الله عنهما  فهولا ء الخوارج وغيرهم من أهل الزيغ اختلطت أحاديثهم بأحاديث غيرهم فوجب التمييز.

روى الإمام مسلم([1]) عن  عاصم الأحول عن ابن سيرين قال: ” لم يكونوا يسألونَ عن الإسنادِ فلما وقعتِ الفتنةُ قالوا سموا لنا رِجَالَكُم فَيُنْظَرُ إلى أهل السنةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ وينُظَرُ إلى أهلِ الْبِدَعِ فلا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ ” .

من هنا بدأ التفتيش عن الرواة فلا بد من   الوثوق -بالرواة – والديانة ، والحفظ ( العدالة والضبط) ، حتى لا يؤخذ من كل من يروي

قال أبو حفص القرطبي([2]) : لأنَّهُ لمَّا كان مرجعُ الدينِ إلى الكتابِ والسُّنَّة ، والسنَّةُ لا تؤخذ عن كُلِّ أحد : تعيَّنَ النظرُ في حال النَّقَلَةِ ، واتِّصَالِ روايتهم ، ولولا ذلك ، لاختلط الصادقُ بالكاذب ، والحقُّ بالباطل ، ولمَّا وجَبَ الفرقُ بينهما ، وجَبَ النظرُ في الأسانيد.

وعلم مصطلح الحديث يتكلم عن الاصطلاحات التي وضعها علماء الحديث  وتعريفاتها كالصحيح والحسن والضعف والمنكر …إلخ

تعريفه: هو علم بقوانين يعرف بها حال الراوي والمروي من حيث القبول أوالرد.

فائدته: معرفة ما يقبل ويرد من الراوي والمروي

وإن شئت فقل: تنقية الأدلة الحديثة مما يشوبها من موضوع وضعيف ومنكر وغير ذلك.

 وقد قال بعض المستشرقين فليفخر المسلمون بعلم حديثهم فلا تجد هذا العلم لا في اليهودية ولا في النصرانية ولاغيرهما أين أسانيدهم أين ثقاتها واتصالها؟ لا تجد فحق لك أنت تفخر بهذا العلم. 

وعلم الحديث علم  خادم لجميع  العلوم فلا تكاد تجد علماً من العلوم الشرعية أو الخادمة لها إلا ويحتاج لهذا العلم ، ومن لم يكن عنده علم به أخطأ في خاصة نفسه وأوقع غيره في الخطأ والزلل . فكم من عقيدة فاسدة  أو بدعة بنيت على حديث موضع أو منكر أو ضعيف أو ل معلول أو شاذ.

وعلم الحديث علم نافع مفيد جدا لا يستغنى عنه أهل التفسير فقد تفسر آية أو أكثر بحديث ضعيف أو موضوع ،و يحتاجه كذلك أهل الفقه  فكم من مسألة بنيت على حديث ضعيف أو منكر، ويحتاجه أهل والأصول والآداب والمواعظ فكم من مواعظ وقصص ذكرت بأحاديث موضوعة أو باطلة ، ويحتاجه علماء السير والمغازي والتأريخ ، وحتى نسبة الكتب إلى أصحابها بالأسانيد ونسبة الأقوال إلى أصحابها  ….إلى غير ذلك من الفوائد.

 ولأجل هذه الأهمية وهذه الفوائد تكلف علماء الحديث مشقة  النظر والتدقيق في الأحاديث ومروياتهاوأسانيدها ومتونها والتفتيش عن حال رواتها. واهتم العلماء ببيان صحيحها وسقيمها ،واهتموا بها شرحا وتوضيحا واستنباطا واستدلاً ببيان العقائد والأحكام والآداب والأخلاق  والفوائد والدرر واللطائف وغير ذلك. 

 قال عبد الله ابن المبارك([3]) الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء . أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه

وقال سفيان بن عيينة([4]) حدث الزهري يوما بحديث فقلت هاته بلا إسناد فقال الزهري أترقى السطح بلا سلم.

   وقيل  ليحيى بن معين([5])  – رحمه الله – في مرضه الذي مات فيه ما تشتهي قال بيت خال وإسناد عال.

    ومن هنا أقول ينبغي لطلبة العلم أن يعتنوا بعلم  العقيدة والحديث ومصطلح الحديث ويذبوا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويقفوا  حرس حدود وحائط صد منيع أمام الهجمات الشرسة التي يقوم بها أعداء الإسلام وأذنابهم في الداخل والخارج وأهل الزيغ والأهواء على الكتاب والسنة والصحابة وطعنهم في الأصول والثوابت والأحكام  الشرعية نسأل الله العافية

هذا مايسر الله سبحانه وتعالى  بيانه والله أعلم.

والحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا محمد وآله وصحبه ومن ولاه بإحسان إلى يوم الدين.

 ****** *****

الشيخ /أبو مصعب سيد بن خيثمة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1])  مقدمة صحيحه (1/12).
([2])  المفهم (1/ 39).
([3])  أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/12)
([4])  انظر تدريب الراوي (2/ 160).
([5])  مقدمة ابن الصلاح (ص 150) وفتح المغيث (3/ 9).

عن khithma

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*