الرئيسية / أجوبة هامة / أجوبة هامة كتابي / الجواب رقم (122) عن صحة حديث “من قال عشر كلمات عند دبر كل صلاة و جد الله عندهن مكفيا مجزيا …”؟

الجواب رقم (122) عن صحة حديث “من قال عشر كلمات عند دبر كل صلاة و جد الله عندهن مكفيا مجزيا …”؟

سئل الشيخ عن حديث بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قال عشر كلمات عند دبر كل صلاة و جد الله عندهن مكفيا مجزيا خمس للدنيا و خمس للآخرة حسبي الله لديني حسبي الله لدنياي حسبي الله لما أهمني حسبي الله لمن بغي علي حسبي الله لمن حسدني حسبي الله لمن كادني بسوء حسبي الله عند الموت حسبي الله عند المساءلة في القبر حسبي الله عند الميزان حسبي الله عند الصراط حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و إليه أنيب”.

فأجاب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد

فالحديث الذي سألت عنه ضعيف ولا يبعد من الوضع.

هذا الحديث أخرجه الحكيم الترمذي في كتابه نوادر الأصول (2/ 274)

والإسناد حدثنا عمر ثنا نعيم بن حماد عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم…

وقد عزاه القرطبي في تفسيره (8/ 275) للحكيم الترمذي والمتقي الهندي في كنز العمال (2/237) وكذا العجلوني في كشف الخفاء (2/ 119) والسيوطي في الدر المنثور(2/ 390) وكل هذا يدل على تفرد الحكيم الترمذي بهذا الحديث من حديث بريدة رضي الله عنه.

 أولا:كتاب الحكيم الترمذي هذا مظنة الأحاديث المضوعة والضعيفة والمنكرة.

ثانيا: الحكيم الترمذي مطعون عليه وعلى مذهبه ومنهجه ولا دراية له بالصناعة الحديثية.

قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (5/ 308، 309): محمد بن علي بن الحسن بن بشير الترمذي المؤذن المعروف بالحكيم أبو عبد الله….وذكره القاضي كمال الدين بن العديم صاحب تاريخ حلب في جزء له سماه الملحة في الرد على أبي طلحة قال فيه وهذا الحكيم الترمذي لم يكن من أهل الحديث ولا رواية له ولا أعلم له تطرقة وصناعة وانما كان فيه الكلام على إشارات الصوفية والطرائق ودعوى الكشف عن الأمور الغامضة والحقائق حتى خرج في ذلك عن قاعدة الفقهاء واستحق الطعن عليه بذلك والازراء وطعن على أئمة الفقهاء والصوفية وأخرجوه بذلك عن السيرة المرضية وقالوا انه ادخل في علم الشريعة ما فارق به الجماعة وملأ كتبه الفظيعة بالأحاديث الموضوعة وحشاها بالأخبار التي ليست بمروية ولا مسموعة وعلل فيها جميع الأمور الشرعية التي لا يعقل معناها بعلل ما اضعفها وما اوهاها قلت ولعمري لقد بالغ بن العديم في ذلك ولولا أن كلامه يتضمن النقل عن الأئمة انهم طعنوا فيه لما ذكرته أهــ.

ثالثاً: ومع الطعن على الحكيم الترمذي فإنه تفرد بها الحديث كما هو ظاهر من التخريج

رابعا: الإسناد الذي أتى به فيه علل

منها: أن شيخه مجهول.

والثاني: نعيم بن حماد المروزي ضعيف   ذكره النسائي في الضعفاء والمتروكين.

 وقد كانوا يحسنون به الظن لصلابته في السنة فلما كثر عثورهم على مناكيره حكموا عليه بالضعف

وقد ذكر ابن رجب في [جامع العلوم والحكم/513 ] كلام أهل العلم في نعيم فقال: ونُعيم هذا وإنْ كان وثَّقه جماعةٌ مِنَ الأئمة ، وخرَّج له البخاري ، فإنَّ أئمةَ الحديث كانوا يُحسنون به الظنَّ ، لِصلابته في السُّنة ، وتشدُّده في الرَّدِّ على أهل الأهواء ، وكانوا ينسبونه إلى أنَّه يَهِمُ ، ويُشبّه عليه في بعض الأحاديث ، فلمَّا كُثرَ عثورُهم على مناكيره ، حكموا عليه بالضَّعف ، فروى صالح ابن محمد الحافظ عن ابن معين أنَّه سئل عنه فقال : ليس بشيء ولكنَّه صاحب سنة ، قال صالح : وكان يُحدِّث من حفظه ، وعنده مناكير كثيرة لا يُتابع عليها . وقال أبو داود : عند نعيم نحوُ عشرين حديثاً عن النَّبيِّ – صلى الله عليه وسلم – ليس لها أصل  ، وقال النَّسائي : ضعيف . وقال مَرَّةً : ليس بثقة . وقال مرة : قد كثر تفرُّدُه عن الأئمة المعروفين في أحاديث كثيرةٍ ، فصار في حدِّ مَنْ لا يُحتجُّ به . وقال أبو زرعة الدمشقي : يَصِلُ أحاديث يُوقِفُها الناسُ  ، يعني : أنَّه يرفع الموقوفات ، وقال أبو عروبة الحراني : هو مظلمُ الأمر ، وقال أبو سعيد بن يونس : روى أحاديث مناكير عن الثقات ، ونسبه آخرون إلى أنّه كان يضعُ الحديثَ ، وأين كان أصحاب عبد الوهَّاب الثقفي ، وأصحاب هشام بن حَسّان ، وأصحاب ابن سيرين عن هذا الحديث حتى يتفرَّد به نعيم ؟ أهـ.

وعبد الله بن بريدة ثقة.

فالحديث على ما ذكرت ضعيف ولا يبعد من الموضع والله أعلم.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

الشيخ / أبو مصعب سيد بن خيثمة.

عن khithma

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*