حديث (42) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ “
حديث معلول (أو معل):
أخرجه الترمذي (683) وابن ماجه (1642) وابن خزيمة (3| 188) وابن حبان (8| 222) والحاكم (1| 582) و الآجري في الشريعة (3| 1359) والبيهقي في السنن الكبرى (4| 500) وفي شعب الإيمان (5| 217) والبغوي في شرح السنة (6| 215) وأبو بكر بن القاسم في الفوائد (1| 161) وابن المقرب في الأربعين (1| 115) وابن عساكر في فضل شهر رمضان (1| 125) وعبد الغني المقدسي في فضائل شهر رمضان (1| 45) وأبو اليمن ابن عساكر في أحاديث شهر رمضان (1| 30) وأبو الطاهر السلفي في المشيخة البغدادية (3| 113) من طرق عن أبي بَكْرِ بْن عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَان…. الحديث
وهذا الإسناد به ثلاث علل
الأولى: أبو بكر بن عياش مختلف فيه اختلط بآخرة وضعفه بعضهم في الأعمش
الثانية : أنه قد اختلف فيه عن الأعمش رواه أبو الأحوص عنه عن مجاهد قوله وهو أصح
الثالثة: الأعمش مشهور بالتدليس وقد عنعنه
العلة الأولى: فيه أبو بكر بن عياش
قال الحافظ في التقريب (1/624): ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح من السابعة.
وأبو بكر بن عياش لم يخرج له البخاري ولا مسلم في صحيحيهما عن الأعمش شيئا
والظاهر أنهما كانا يتقيان روايته عن الأعمش والله أعلم
وهناك من أهل العلم من كان يضعف ابن عياش ويقول هو ضعيف في الأعمش وغيره
في تهذيب التهذيب (12/ 38): عن محمد بن عبد الله بن نمير[ أنه] يضعف أبا بكر في الحديث قلت: كيف حاله في الأعمش قال هو ضعيف في الأعمش وغيره أهـ.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبى عن شريك وأبى بكر بن عياش أيهما احفظ قال هما في الحفظ سواء غير أن أبا بكر أصح كتابا أهـ من كتاب الجرج والتعديل (9/ 349)
وقال ابن حبان في الثقات (7/ 669):وكان يحيى القطان وعلى بن المديني يسيئان الرأي فيه وذلك أنه لما كبر سنه ساء حفظه فكان يهم إذا روى والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر فلو كثر خطاءه حتى كان الغالب على صوابه لا يستحق مجانبة رواياته أهـ
وقال يعقوب بن شيبة أبو بكر معروف بالصلاح البارع وكان له فقه وعلم بالأخبار في حديثه اضطراب وقال أبو داود ثقة أهـ من تذكرة الحفاظ للذهبي (1/ 266)
وعن البيهقي أنه أسند عن البخاري أنه قال أبو بكر بن عياش اختلط بأخرة أهـ من الكواكب النيرات (1/ 87)
العلة الثانية
أن الأعمش ثقة حافظ لكنه يدلس وقد عنعن في هذا الإسناد
قال الحافظ ابن حجر في طبقات المدلسين (1/ 33):سليمان بن مهران الأعمش محدث الكوفة وقارؤها وكان يدلس وصفه بذلك الكرابيسي والنسائي والدارقطني وغيرهم أهـ. في المربة الثانية من طبقات المدلسين
وقال الحافظ العلائي في جامع التحصيل (1/ 188): سليمان بن مهران الأعمش الإمام مشهور بالتدليس مكثر منه ذكر الترمذي أنه لم يسمع من أحد الصحابة وقد روى عن أنس وابن أبي أوفى وقال علي بن المديني لم يسمع من أنس إنما رآه رؤية بمكة يصلي خلف المقام أهـ
فاحتمال التدليس قائم وإن كان استثنى الذهبي الشيوخ الذين روى عنهم الأعمش بكثرة
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2| 224): وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدرى به، فمتى قال حدثنا فلا كلام، ومتى قال ” عن ” تطرق إلى احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وابن أبي وائل، وأبي صالح السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال.
قال ابن المديني: الأعمش كان كثير الوهم في أحاديث هؤلاء الضعفاء.أهـ
وإلى هنا انتهى البحث.
****** ******