(الجواب 223) ما حكم صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب؟
نشرت بواسطة: khithma
في أجوبة هامة كتابي
19 يناير، 2025
488 زيارة
ما حكم صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب؟
الجواب:
يحرص بعض الناس على ما يسمى بصلاة الرغائب في أول ليلة الجمعة من شهر رجب أو ليلة الجمعة من شهر رجب حتى إن هذه الصلاة يحضرها ويحرص عليه من لا يصلى الجمعات يصلونها بصفة معينة مذكورة في حديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما يسمى بصلاة الرغائب بدعة منكرة قبيحة لا أصلها وكل ما يروي في فضلها كذب موضوع
وجماهيره أهل العلم على إنكارها وأنها بدعة وبعض أهل العلم بنقل اتفقا أئمة الدين على ذلك نقل ذلك عن كثير من أهل العلم المتأخرين منهم الحفاظ أبو إسماعيل الأنصاري وأبو بكر بن السمعاني والنووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأبو وأبو الفرج بن الجوزي وابن رجب وغيرهم إنما لم يذكرها المتقدمون لأنها أحدثت بعدهم وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها. كما ذكر ابن رجب رحمه الله
ومن هذه الأحاديث ما ذكر ابن القيم
كحديث “لا تَغْفَلُوا عَنْ أَوَّلِ جُمُعَةٍ مِنْ رَجَبٍ فَإِنَّهَا ليلة تسميها الملائكة الرغائب” مكذوب انظر المنار المنيف (ص95)
وذكر ابن الجوزي حديث طويل مما جاء فيه: “..وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَصُومُ يَوْم الْخَمِيس أول
خَمِيسٍ فِي رَجَبٍ، ثُمَّ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ الْعِشَاءِ وَالْعَتْمَةِ، يَعْنِي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً….حديث طويل
قال ابن الجوزي: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقد اتهموا بِهِ ابْن جُهَيم ونسبوه إِلَى الْكَذِب، وَسمعت شَيخنَا عَبْد الْوَهَّابِ الْحَافِظ يَقُولُ: رِجَاله
مَجْهُولُونَ، وَقَدْ فتشت عَلَيْهِمْ جَمِيع الْكتب فَمَا وَجَدتهمْ.
قَالَ المُصَنّف قلت: وَلَقَد أبدع من وَضعهَا، فَإِنَّهُ يحْتَاج من يُصليهَا أَن يَصُوم
وَرُبمَا كَانَ النَّهَار شَدِيد الْحر، فَإِذَا صَامَ وَلم يتَمَكَّن من الْأكل حَتَّى يُصَلِّي الْمغرب ثُمَّ يقف فِيهَا وَيَقَع فِي ذَلِكَ التَّسْبِيح طَوِيل وَالسُّجُود الطَّوِيل، فيأذى غَايَة الْإِيذَاء، وَإِنِّي لأغار لرمضان ولصلاة التَّرَاوِيح كَيفَ زوحهم بِهَذِهِ، بل هَذهِ عِنْد الْعَوَّامِ أعظم وَأجل، فَإِنَّهُ يحضرها من لَا يحضر الْجَمَاعَات.أهـ من الموضوعت لابن الجوزي (2/ 125 , 126)
قال ابن تيمية – رحمه الله -:
وَأَمَّا صَلَاةُ الرَّغَائِبِ فَلَا أَصْلَ لَهَا. بَلْ هِيَ مُحْدَثَةٌ. فَلَا تُسْتَحَبُّ لَا جَمَاعَةً وَلَا فُرَادَى. فَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُخَصَّ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ بِقِيَامِ. أَوْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِصِيَامِ} . وَالْأَثَرُ الَّذِي ذُكِرَ فِيهَا كَذِبٌ مَوْضُوعٌ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ أَصْلًا.أهــ من مجموع الفتاوى (23/ 132)
وقال أيضا : ” صَلَاةُ الرَّغَائِبِ ” بِدْعَةٌ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ وَلَا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ: كَمَالِكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَأَبِي حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَالْأَوْزَاعِي وَاللَّيْثِ وَغَيْرِهِمْ. وَالْحَدِيثُ الْمَرْوِيُّ فِيهَا كَذِبٌ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ وَكَذَلِكَ الصَّلَاةُ الَّتِي تُذْكَرُ أَوَّلَ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِنْ رَجَبٍ أهـــ من مجموع الفتاوى (23/ 134)
وقال ابن القيم وهو يذكر: كَذَلِكَ أَحَادِيثُ صَلاةِ الرَّغَائِبِ لَيْلَةَ أَوَّلُ جُمُعَةِ مِنْ رَجَبٍ كُلُّهَا كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.أهـ من المنار المنيف في الصحيح والضعيف (ص95)
ما روي في قيام ليلة أول جمعة من رجب (صلاة الرغائب)
وقال الإمام النووي عند شرحه لحديث النهي عن تخصيص يوم الجمعة بصيام، وليلته بقيام: “وَاحْتَجَّ بِهِ الْعُلَمَاءُ عَلَى كَرَاهَةِ هَذِهِ الصَّلَاةِ الْمُبْتَدَعَةِ الَّتِي تُسَمَّى الرَّغَائِبُ قَاتَلَ اللَّهُ وَاضِعَهَا وَمُخْتَرِعَهَا فَإِنَّهَا بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ مِنَ الْبِدَعِ الَّتِي هِيَ ضَلَالَةٌ وَجَهَالَةٌ وَفِيهَا مُنْكَرَاتٌ ظَاهِرَةٌ وَقَدْ صَنَّفَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ مُصَنَّفَاتٍ نَفِيسَةً فِي تَقْبِيحِهَا وَتَضْلِيلِ مُصَلِّيهَا وَمُبْتَدِعِهَا وَدَلَائِلِ قبحها وبطلانها وتضلل فَاعِلِهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تُحْصَرَ أهـ من (شرح صحيح مسلم 8/20).
وقد سُئِل الإمام النووي رحمه الله عن صلاة الرَّغائب هل هي سنة وفضيلة أو بدعة ،
فأجب رحمه الله قائلا:
هي بدعةٌ قبيحة منكرة أشدّ الإنكار مشتملة على منكرات، فيتعين تركها والإعراض عنها وإنكارها على فاعلها، ولا يُغتَرْ بِكثرة الفاعلين لها في كثير من البلدان ولا بكونها مذكورةً في “قوت القلوب” و”إحياء علوم الدّين” ونحوهما من الكتب فإنها بدعة باطلة
🛑 وقد صحَّ عن النبيﷺ أنه قال: “من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو ردّ”
.🛑 وفي الصّحيح أنه ﷺ قال: ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ”*.
وفي صحيح مسلم وغيره أنه ﷺ قال: “كلُّ بدعة ضلالة”
🛑وقد أمر الله جلّ وعلا عند التنازع بالرجوع إلى كتابه وسنة رسولهﷺ فقال:
{ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } النساء59]،
ولم يأمر باتباع الجاهلين ولا بالاغترار بغلطات المخطئين)) أهـــ من فَتَّاوَى الإِمامِ النَّوَوَيِ المُسمَّاةِ: “بالمَسَائِل المنْثورَةِ” (ص57 دار البشائر – لبنان – الطبعة السادسة)
وقال ابن رجب: فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ومن ذكر ذلك من أعيان العلماء المتأخرين من الحفاظ أبو إسماعيل الأنصاري وأبو بكر بن السمعاني وأبو الفضل بن ناصر وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهم إنما لم يذكرها المتقدمون لأنها أحدثت بعدهم وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها. أهــ من لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف (ص 118)
انتهى الجواب ونسأل الله الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى
***** ر ****
الشيخ/ أبو مصعب سيد بن خيثمة
2025-01-19