حديث (71) عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : “حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ ، تُحْدِثُونَ وَيَحْدُثُ لَكُمْ ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمُ ، تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنٍ حَمِدْتُ اللَّهَ ، وَمَا كَانَ مِنْ سَيِّءٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ”.
منكر (ضعيف):
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (2/ 884) من طريق جسر بن فرقد عن بكر بن عبد الله المزني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
جسر بن فرقد القصاب , أكثر العلماء عَلَى ضَعْفِهِ.
قال يحيى بن معين جسر بن فرقد فقال ليس بشيء وكذلك قال البخاري: ليس بقوي وقال النسائي جسر بن فرقد ضعيف [الكامل في الضعفاء 2/ 168].
وقال ابن حبان :كان ممن غلب عليه التقشف حتى أغضى عن تعهد الحديث فأخذ يهم إذا روى ويخطيء إذا حدث حتى خرج عن حد العدالة [المجروحين 1/217].
بكر بن عبد الله المزني ثقة ثبت جليل من الطبقة الثالثة رواه مرسلاً
قال ابن حجر : بكر بن عبد الله المزني أبو عبد الله البصري ثقة ثبت جليل من الثالثة مات سنة ست ومائة [التقريب 1/ 127].
وأخرجه الجهضمي في فضل الصلاة على النبي (1/ 127) وابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 194) عن بكر بن عبد الله مرسلاً أيضاً
وهذه رواية عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-
أخرج البزار في مسنده (5/ 308) عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –
قال حدثنا يوسف بن موسى قال : نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حياتي خير لكم تحدثون ونحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شراستغفرت الله لكم”
والثقات من أصحاب سفيان الثوري رووا هذا الحديث بالفقرة الأولى دون قوله “حياتي خير لكم “إلى آخر الحديث وقد خالفهم عبد المجيد فرواه بهذا اللفظ
وعبد المجيد أكثر الأئمة على ضعفه قال عنه البخاري : يرى الإرجاء عن أبيه وكان الحميدي يتكلم فيه [الضعفاء الصغير 1/78] وسئل عنه أبو حاتم : فقال ليس بالقوي [الجرح والتعديل6/64].
وسئل عنه محمد بن يحيى فقال: ضعيف [ضعفاء العقيلي 3/96].
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك [ المجروحين2/161].
وقد جاء عن أنس – رضي الله عنه-
وروى ابن عدي في الكامل في الضعفاء (3/75، 76) :عن الحسن ثنا خراش ثنا مولاي أنس بن مالك وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حياتي خير لكم وموتي خير لكم أما حياتي فأحدث لكم وأما موتي فتعرض علي أعمالكم عشية الإثنين والخميس فما كان من عمل صالح حمدت الله عليه وما كان من عمل سيء استغفرت لكم”
وقال ابن عدي (3/76): وخراش هذا مجهول ليس بمعروف وما أعلم حدث عنه ثقة أو صدوق إلا الضعفاء وهذه الأحاديث عن أنس عامة متونها صالحة قد روى من غير هذا الوجه في بعض هذه المتون مناكير فإذا لم يعرف الرجل وكان مجهولا كان حديثه مثله والعدوي هذا كنا نتهمه بوضع الحديث وهو ظاهر الأمر في الكذب”
قال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا للاعتبار [ميزان الاعتدال 1/ 651]
وقال ابن حجر في لسان الميزان [2/ 395]:خراش بن عبد الله عن أنس بن مالك ساقط.
وقال محمد بن طاهر المقدسي في ذخيرة الحفاظ (3/ 1251):رواه خراش : عن أنس ، وعنه الحسن بن علي العدوي . وخراش مجهول ، والعدوي كذاب .
و هذه رواية أخرى عن أنس – رضي الله عنه –
ابن النجار كتب إلى معمر بن محمد الأصبهاني أن أبا نصر محمد بن إبراهيم اليونارتي أخبره في معجمه قال : سمعت الشريف واضح بن أبي تمام الزبيبي يقول : سمعت أبا علي بن تومة يقول اجتمع قوم من الغرباء عند أبي حفص بن شاهين فسألوه أن يحدثهم أعلى حديث عنده فقال : لأحدثنكم حديثا من عوالي ما عندي : ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا شيبان بن فروخ الأبلي حدثنا نافع أبو هرمز السجستاني قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : حياتي خير لكم ومماتي خير لكم – الحديث (كنز العمال 12/ 676)
ونافع أبو هرمز ضعيف
عن يحيى بن معين يقول نافع أبو هرمز ليس بشيء وعن أبي حاتم فقال متروك الحديث ذاهب الحديث.
وعن عبد الرحمن سألت أبا زرعة عن نافع أبى هرمز فقلت ضعيف الحديث فقال كما يكون هو ذاهب [الجرح والتعديل 8/ 455]
قال العقيلي أبو هرمز الغالب على حديثه الوهم حدثنا محمد بن عثمان ونقل عن أحمد بن حنبل أنه ضعيف الحديث : [ضعفاء العقيلي 4/ 286]
والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعمل أعمال أمته بعد موته
في الحديث السابق الغير صحيح “تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ” وهذا معارض لكتاب الله جل وعلا والأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه سلم الدالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أعمال أمته بعد موته.
قال تعالى عن عيسى – عليه الصلاة والسلام : {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} المائدة آية (117)
والذي يدل على نكارة الحديث ما جاء في الصحيحين وغيرهما.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَامَ فِينَا النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – يَخْطُبُ فَقَالَ « إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ) الآيَةَ ، وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ ، وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِى ، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ . فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِى . فَيَقُولُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ . فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ ( وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ) إِلَى قَوْلِهِ ( الْحَكِيمُ ) قَالَ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ »
هو متفق عليه : أخرجه البخاري في التفسير (4259) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها(5104) والحديث رواه جمع من الصحابة في الصحيحين والسنن والمسانيد وغير ذلك.
هذا ما يسر الله عز وجل لي تحقيقه والله أعلم.
******* *****