حديث (41) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ».
صحيح (متواتر):
قد رواة جمع كبير من الصحابة رضي الله عنهم وإن في بعض الرويات كلام لكن المتن ثابت ثبوت الجبال ولا حاجة للتعليق على الأسانيد خشية الإطالة فالحديث متواتر
أخرجه الترمذي في العلم (2581 ،2582) وابن ماجه في المقدمة (228) وأحمد [1/436] وابن حبان [1/268 ،270 ،271] والشافعي في مسنده [1/25] والحميدي [1/47] وأبو يعلى [9/198] والطبراني في معجمه الكبير [5/154] والأوسط [5/233] والبيهقي في شعب الإيمان [2/273] من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا وأخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب في كتاب العلم [1/27] عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً.
وجاء من حديث زيد بن ثابت – رضي الله عنه – أخرجه أبو داود في العلم (3175) والترمذي في العلم (2580) والدارمي في المقدمة (231) والطبراني في معجمه الكبير [5/154] وابن حبان [1/270] والنسائي في [3/431-كبرى ] والدارقطني في الأفراد [3/72] بترتيب أبي الفضل محمد بن طاهر.
ومن حديث جبير بن مطعم – رضي الله عنه- أخرجه ابن ماجه في المقدمة (227) وأحمد [4/80] والدارمي في المقدمة (230) والحاكم [1/166 ،163] وأبو يعلى [13/335] والهيثمي في غاية المقصد [1/288] وغيرهم .
ومن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أخرجه الطبراني في الأوسط [5/272] والدارقطني في الأفراد [2/416].
ومن حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أخرجه الدارمي في المقدمة [232] .
ومن حديث عبيد بن عمير بن قتادة عن أبيه رضي الله عنه أخرجه الطبراني في الأوسط [7/110]
ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أخرجه ابن ماجه في المقدمة (232) وأحمد [3/225] والطبراني في الأوسط في [9/170]
ومن حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أخرجه الطبراني في معجمه الكبير [20/82] والأوسط [8/56] وأبو نعيم في الحلية [9/308 ] والقضاعي في مسند الشهاب [2/307]
ومن حديث أبي سعيد رضي الله عنه أخرجه الطبراني في مسند الشاميين [2/260]
ومن حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أخرجه الحاكم في المستدرك [1/164] والطبراني في معجمه الكبير [2/41] والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد [3/191]. وعند الخطيب أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما أخرجه الطبراني في مسند الشاميين [1/2291][2/282]
و أخرجه القضاعي في مسند الشهاب من حديث أبي بكرة رضي الله عنه [2/1306] .
والطبراني في الأوسط [7/116] عن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه . وجاء عن صحابة آخرين رضي الله عنهم .
قال الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر (1| 34):
وذكر ابن منده في تذكرته أنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرون صحابياً ثم سرد أسماءهم نقله ابن حجر في أماليه المخرجة على مختصر ابن الحاجب الأصلي وفي شرح المواهب اللدنية قال الحافظ أنه مشهور وعده بعضهم من المتواتر لأنه ورد عن أربعة وعشرين صحابياً وسردهم اهـ وفي شرح التقريب للسيوطي كما تقدم عنه أنه وارد عن نحو ثلاثين منهم والله أعلم.
فضل المشتغلين والمبلغين لحديث النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء لهم
قال ابن دقيق العيد في الاقتراح (1| 34): وَلَا خَفَاء بِمَا فِي تَبْلِيغ الْعلم من الأجور لَا سِيمَا وبرواية الحَدِيث يدْخل الرَّاوِي فِي دَعْوَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ قَالَ نضر الله امْرَءًا سمع مَقَالَتي فوعاها ثمَّ أَدَّاهَا إِلَى من لم يسْمعهَا – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
قال الذهبي في الموقظة (1| 65):فليحتسِب المحدِّثُ بحديثهِ، رجاءَ الدخولِ في قوله – صلى الله عليه وسلم -: (نَضَّرَ اللهُ امرءاً سَمِعَ مقالتي فوعاها، ثم أدَّاها إلى مَن لم يَسمعها) .
فقال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري (1|3):فَإِن أولى مَا صرفت فِيهِ نفائس الْأَيَّام وَأَعْلَى مَا خص بمزيد الاهتمام الِاشْتِغَال بالعلوم الشَّرْعِيَّة المتلقاة عَن خير الْبَريَّة وَلَا يرتاب عَاقل فِي أَن مدارها على كتاب الله المقتفى وَسنة نبيه الْمُصْطَفى وَأَن بَاقِي الْعُلُوم أما الات لفهمهما وَهِي الضَّالة الْمَطْلُوبَة أَو أَجْنَبِيَّة عَنْهُمَا وَهِي الضارة المغلوبة. أهـ.
قال الكتاني في نظم المتناثر من الحديث المتواتر(1| 6)
وفي الحديث المتواتر كما يأتي نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها دعا بالنضرة وهي البهجة والحسن قال ابن عيينة ليس أحد من أهل الحديث إلا في وجهه نضرة لهذا الحديث
وقد كان بعض الأئمة الكبار إذا رأى أصحاب الحديث ينشد ويقول :
أهلا وسهلا بالذين أحبهم … وأودهـــم في الله ذي الآلاء
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى … غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد … ما أنتم وســـــواكم بسواء
وللحافظ أبي طاهر السلفي :
دين النبي وشرعه إخبار … وأجــــل علـــم يقتفي آثاره
من كان مشتغلا بها وبنشرها … بين البرية لا عفت آثاره
وروى ابن عبد البر بسنده إلى عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل عن أبيه قال :
دين النبي محمد آثار … نعم المطية للفتى الإخبار
لا تعد عن علم الحديث وأهله … فالرأي ليـــل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى طرق الهدي … والشمس طالعة لها أنوار
ويستفاد من الحديث جواز قبول خبر الواحد
وقال السيوطي في تدريب الراوي (1| 74): وَقَدِ اسْتَدَلَّ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَدْخَلِ عَلَى ثُبُوتِ الْخَبَرِ بِالْوَاحِدِ بِحَدِيثِ: «نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا فَأَدَّاهَا» ، وَفِي لَفْظٍ: «سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ غَيْرَهُ» وَبِحَدِيثِ الصَّحِيحَيْنِ: «بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ أَتَاهُمْ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنًا، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ» ، قَالَ الشَّافِعِيُّ: فَقَدْ تَرَكُوا قِبْلَةً كَانُوا عَلَيْهَا بِخَبَرِ وَاحِدٍ وَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أهـ.
وإلى هنا انتهى الكلام والله أعلم.
******* ر*******