حديث (54) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” يَا فَاطِمَةُ قَوْمِي إِلَى أُضْحِيَّتِكَ فَاشْهَدِيهَا فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَكِ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا كُلُّ ذَنْبٍ عَمِلْتِيهِ وَقُولِي: إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهُ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ” قَالَ عِمْرَانُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكَ وَلِأَهْلِ بَيْتِكِ خَاصَّةً فَأَهَلَّ ذَاكَ أَنْتُمْ أَمْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: «لَا بَلْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً» .
ضعيف جدا:
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/247) والطبراني في معجمه الكبير (8/ 239) والبيهقي في شعب الإيمان (5/ 483) والسنن الكبرى (5/ 238) وفي فضائل الأوقات (1/ 403) وابن عدي في الكامل (7/ 27).
كلهم من طريق النضر بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن عمران بن حصين رضي الله عنه.
وهذا الحديث به علتان
أولاً: فيه النضبر بن إسماعيل أبو المغيرة الكوفي من الطبقة الثامنة ليس بالقوي
قال البخاري في التاريخ الكبير (8/ 90):قال أحمد لم يكن يحفظ الإسناد.
وفي تهذيب الكمال (29/ 374، 375)
وفي تهذيب التهذيب (10/388)
وقال يحيى : كان ضعيفا
قال يعقوب بن شيبة : صدوق ، ضعيف الحديث .
و قال يعقوب بن سفيان : ضعيف
و قال أبو زرعة ، و النسائى : ليس بالقوى
قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوى عندهم
ثانياً: فيه أبو حمزوا لثمالي وهو ثابت بن أبى صفية من الطبقة الخامسة ضعيف جداً مع غلوه في التشيع
في كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 450)
عن أحمد بن حنبل أبو حمزة الثمالي ضعيف الحديث ليس بشيء عن يحيى بن معين قال أبو حمزة الثمالي ليس بشيء
وعن أبي حاتم أبو حمزة الثمالي لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به
وسئل أبو زرعة عن أبى حمزة ثابت بن أبى صفية الثمالي فقال كوفى لين.
وفي الكامل في الضعفاء (3/ 93): عن علي بن المديني يقول: قال السعدي أبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية واهي الحديث
وقال النسائي أبو حمزة ثابت بن أبي صفية ليس بثقة
وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 206): كثير الوهم في الأخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد مع غلو في تشعيه.
وفي تهذيب التهذيب (2/7) : و قال البرقانى ، عن الدارقطنى : متروك . و قال فى موضع آخر : ضعيف
و قال ابن عبد البر : ليس بالمتين عندهم ، فى حديثه لين
وذكره العقيلي والدولابي وابن الجارود وغيرهم في الضعفاء
قال الحاكم :هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.
و شاهد حديث عطية عن أبي سعيد :
وقد عقب الذهبي في التلخيص قائلاً : بل أبو حمزة ضعيف جداً.
وقال البيهقي في شعب الإيمان (5/ 483) بعد هذا الحديث : قال الإمام أحمد رحمه الله : هذا والذي قبله والأحاديث الأربعة التي قبله وقبل أثر علي رضي الله عنه في أسانيدها مقال غير أني رأيت بعض علمائنا يذكر أمثالها في فضائل الأعمال والله يعصمنا من الزلل والوبال أهـ.
وقال في السنن الكبرى (5/ 238) : لفظ حديث ابن عبدان لم نكتبه من حديث عمران إلا من هذا الوجه وليس بقوي وروي عن عمرو بن خالد بإسناده عن علي وعمرو بن خالد متروك أهـ.
وقد جاء من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ – رضي الله عنها: «قَوْمِي إِلَى أُضْحِيَّتِكَ فَاشْهَدِيهَا فَإِنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا يُغْفَرُ لَكِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبُكَ» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ خَاصَّةً أَوْ لَنَا وَلِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ: «بَلْ لَنَا وَلِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً»
منكر واه جداً :
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 247) والعقيلي في الضعفاء (2/37) من طريق داود بن عبد الحميد الكوفي عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه به.
وهذا الحديث مسلسل بالعلل
أولاً: فيه داود بن عبد الحميد الكوفي ضعيف
قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (3/ 418) : لا أعرفه وهو ضعيف الحديث يدل حديثه على ضعفه
قال العقيلي في الضعفاء (2/ 37):داود بن عبد الحميد الكوفي عن عمرو بن قيس الملائي بأحاديث لا يتابع عليها منها عن الملائي عن عطية عن أبي سعيد يا فاطمة قومي الى أضحيتك فاشهديها أنت. وقد عد العقيلي هذا الحديث من منكراته.
وقال الحافظ في لسان الميزان (2/ 420) : وقال الأزدي منكر الحديث.
وثانياً : فيه عطية بن سعد العوفي شديد الضعف وكان يدلس تدلسا قبيحاً وكان شيعياً.
وفي تهذيب الكمال (20/ 147) : وكان هشيم يتكلم فيه وقال مسلم بن الحجاج قال أحمد وذكر عطية العوفي فقال هو ضعيف الحديث
وقد ذكر ابن عدي في الكامل في الضعفاء (5/ 369):عن يحيى بن معين عن عطية العوفي فقال ضعيف إلا أنه يكتب حديثه
وكان سفيان الثوري يضعف حديثه عطية
وكان هشيم يضعف حديث
وعن سفيان و قال السعدي عطية بن سعد العوفي مائل أهـ
وقال الذهبي في التلخيص واه أي شديد الضعف.
وعطية العوفي مشهور بالتدليس
والتدليس أنواع ذكر منها صاحب المنظومة البيقونية نوعين فقال
وما أتى مدلساً نوعان الأول الأســـقاط للشيخ وأن
ينقل عمن فوقه بعنوأن والثاني لا يسقطه لكن يصف
أوصافه بما به لا ينعرف
والتدليس يطعن في الاتصال
وقد ذكر الحافظ ابن حجر عطية العوفي في طبقات المدلسين (ص 50) في المرتبة الرابعة فقال : عطية بن سعد العوفي الكوفي تابعي معروف ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح أهـ
ولنذكر الإخوة بما ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الرابعة حيث قال : من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد.
وعليه فلا يحتج بحديث عطية العوفي لوجهين:
الأول أنه ضعيف وقد قال بعضهم شيد الضعف
الثاني: أنه يدلس وهو في الطبقة الرابعة التي لا يحتج بشيئ من حدثهم إلا بما صرح فيه بالسماع.
مما يدل على تدليسه القبيح أنه سمع من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وكان يروي عنه فلما مات صار يروي عن الكلبي ويكنيه بأبي سعيد فيحسبه السامع أنه يروي عن أبي سعيد الخدري
قال ابن حبان في المجروحين (2/ 176) عن عطية العوفي : سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه فإذا قال الكلبي قال رسول الله بكذا فيحفظه وكناه أبا سعيد ويروي عنه فإذا قيل له من حدثك بهذا فيقول حدثني أبو سعيد فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري وإنما أراد به الكلبي فلا يحل الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب أهـ.
وقال أبو حاتم في العلل لم سئله ابنه عن هذا الحديث: هو حديث منكر.
وقد جاء من حديث علي رضي الله عنه
أخرجه عبد بن حميد (1/ 55) والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 283)
من طريق عمرو بن خالد عن محمد بن علي عن آبائه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : يا فاطمة قومي فأشهدي… الحديث
موضوع:
والحديث فيه عمرو بن خالد القرشى الواسطي من الطبقة السابعة
كان ممن يضع الحديث
قال عنه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 328) منكر الحديث. وهذا المصطلح عند البخاري يقوله فيمن لا تحل الراوية عنه.
وقال البيهقي عقب الحديث : عمرو بن خالد ضعيف.
وفي كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 230):
عن أحمد بن حنبل : عمرو بن خالد متروك الحديث ليس يسوى شيئا.
وعن يحيى بن معين قال عمرو بن خالد كذاب غير ثقة ولا مأمون عن إسحاق بن راهويه يقول كان عمرو بن خالد الواسطي يضع الحديث.
وعن أبي حاتم قال: متروك الحديث ذاهب الحديث لا يشتغل به.
وعن أبي زرعة عن عمرو بن خالد الواسطي فقال كان واسطيا وكان يضع الحديث ولم يقرأ علينا حديثه وقال اضربوا عليه.
وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 76) : كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها من غير أن يدلس كذبه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
وقد ذكره أبو الوفا الحلبي في الكشف الحدثيث عمن روي بوضع الحديث (1/ 210) فيمن يضع الحديث
وأما محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
فهو ثقة لكن روايته عن الحسن والحسن وجديه الأعلى وعلي رضي الله عنهم مرسلة
قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل (1/ 266) : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أبو جعفر الباقر أرسل عن جديه الحسن والحسين وجده الأعلى علي رضي الله عنهم.
وبهذا يظهر أن الحديث موضوع والله أعلم.
****** ******