الرئيسية / أجوبة هامة / أجوبة هامة كتابي / الجواب رقم (23) حكم قراءة الفاتحة على الميت على أنها دعاء وحكم قراء القرآن على الأموات؟

الجواب رقم (23) حكم قراءة الفاتحة على الميت على أنها دعاء وحكم قراء القرآن على الأموات؟

السؤال: بعض الناس يقرؤون الفاتحة للميت فإذا كلمته قال هي دعاء فبماذا نرد علي هؤلاء وما حكم قراء القرآن على الأموات ؟

الجواب :

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه بإحسان إلى يوم الدين

وبعد :قراءة الفاتحة على الميت بدعة ليس لها أصل من الكتاب والسنة

لقد مات الكثير والكثير من الناس في عهد النبي – صلى الله عليه سلم-  ماتت ألوف كثيرة فما قرأ النبي – صلى الله عليه سلم-   علي أحد منهم الفاتحة أبداً  ولا قرأ القرآن الكريم ولو فعل لنقل والأصل في العبادات الحظر والمنع حتى يأتي دليل ولا دليل هنا ، وعليه فهي غير مشروعة. 

 لذلك نقول أن هذا أمر محدث مبتدع وقد قال رسول الله – صلى الله عليه سلم-   في الحديث الثابت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدُّ) متفق عليه: أخرجه البخاري (ح2499) ومسلم (ح3242) أي مردود على صاحبه

 وفي رواية لمسلم (مَنْ عَمِـلَ عَمَـلاً لَيْـسَ عَلَيهِ أَمْرُنَـا فَهُـوَ رَدُّ) صحيح: أخرجه مسلم في الأقضية (ح3243)

وقال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه العرباض بن سارية – رضي الله عنه-  (فَعَلَيْكُـمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّـةِ الْخُلَفَـاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْـدِيِّينَ عَضُّـوا عَلَيْهَـا بِالنَّوَاجِـذِ، وَإِيَّاكُـمْ وَمُحْدَثَـاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَــةٍ ضَلالَـةٌ) صحيح : أخرجه أبو داود في كتاب السنة (ح 3991) والترمذي في كتاب العلم (ح 2600) وابن ماجه في المقدمة (ح 42) وأحمد [ 4 / 126] والدارمي  (ح95)  وغيرهم عن العرباض بن سارية رضي الله عنه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في [الفتاوى الكبري4/5 – دار المعرفة- بيروت]: ولهذا كان أصل أحمد وغيره من فقهاء الحديث : أن الأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى وإلا دخلنا في معنى قوله : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} الشورى (21) والعادات الأصل فيها العفو فلا يحظر منها إلا ما حرمه الله وإلا دخلنا في معنى قوله : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا  } يونس (59) ولهذا ذم الله المشركين الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله وحرموا ما لم يحرمه في سورة الأنعام أهـ مختصرا.

فما من أمر من أمور الخير إلا و دلنا النبي – صلى الله عليه سلم-   عليه فلو كان خيراً مع حاجة الناس إليه أو أنه ينفع الناس لبينه رسول الله – صلى الله عليه سلم-    . والمشروع الدعاء للميت والاستغفار له أو الصدقة كما سيأتي، وفي الحديث الذي أخرجه أبو داود  من حديث عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ»  صحيح : أخرجه أبو داود في الجنائز(2804)والحاكم (1/ 526).

فلا تخذ القبور مساجد بالصلاة فيه وقراءة القرآن 

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: ” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ. لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ – أَوْ خُشِيَ – أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا ”  رواه البخاري (1390)، ومسلم (529).

حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ النَّجْرَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُنْدَبٌ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ:   أَلَا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ  رواه مسلم (532).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  قَاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ  رواه البخاري (437) ومسلم (530).

وقراءة القرآن في المقابر والصلاة فيها يجعلها كالمساجد ويؤدي إلى تعظيم القبور ودعاء المقبور والاستغاثة به والذبح والنذر وغير ذلك 

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأَرْضِ الحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارِيَةُ، فَذَكَرَتْ لَهُ مَا رَأَتْ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، – أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ   رواه البخاري (434)، ومسلم (528).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود وغيره وهو صحيح لغيره وقد صحح إسناده الحافظ في “الفتح ( 6/ 488 )

وتزار القبور للموعة وتذكر الآخرة والزهد في الدنيا والدعاء لأهل القبور 

عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: كنت نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوها، رواه مسلم

وفي رواية الترمذي قَد كُنتُ نَهَيتُكُم عَن زيارةِ القُبورِ ، فقَدْ أذنَ لِمُحمَّدٍ في زيارَةِ قبرِ أمِّهِ ، فَزوروها فإنَّها تذَكِّرُ الآخِرةَ

عن عائشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: ((ألَا أُحَدِّثُكم عنِّي وعن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قلنا: بلى.. الحديث، وفيه: قالت: قلْتُ: كيف أقولُ لهم يا رسولَ الله؟ قال: قولي: السَّلامُ على أهلِ الدِّيارِ من المؤمنينَ والمُسْلمينَ، ويَرْحَمُ اللهُ المُستَقدِمينَ مِنَّا والمُستَأخِرينَ، وإنَّا إن شاءَ الله بكم لَلاحِقونَ رواه مسلم.

والميت أحوج ما يكون للدعاء له وهو ينفعه  – بفضل الله تعالى- ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُصحيح مسلم في الوصية (3084)

قال النووي في شرح صحيح مسلم (6/ 95) قال العلماء: معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها فإن الولد من كسبه وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف وكذلك الصدقة الجارية وهي الوقف أهـ.

فلا ينسى الأولاد الدعاء لأبيهم أو لأمهم  أو للمتوفى فعليك بالدعاء له والاستغفار أو الصدقة الجارية أو نشر علمه إن كان من أهل العلم . أما قراءة الفاتحة فهي بدعة لا أصل لها والله أعلم.

     والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه بإحسان إلى يوم الدين

***** ر *****

الشيخ / أبو مصعب سيد بن خيثمة

عن khithma

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*